القائمة الرئيسية

الصفحات

ملامح تربية الطفل فى العصر الإسلامى ورأى الفلاسفة

 

ملامح تربية الطفل فى العصر الإسلامى ورأى الفلاسفة

كلية التربية "الطفولة المبكرة" إعداد معلمات رياض الأطفال 

 كل ما يهم معلمات رياض الاطفال (إنضم من هنا👉)

ملامح تربية الطفل فى العصر الإسلامى ورأى الفلاسفة


المقدمة:

التربية عملية ضرورية لكل من الطفل والمجتمع معا فضرورتها للطفل الفرد تكون للمحافظة على جنسه وتوجيه غرائزه وتنظيم عواطفه وتنمية ميوله بما يتناسب وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والتربية ضرورية لمواجهة الحياة ومتطلباتها وتنظيم السلوكيات العامة في المجتمع من أجل العيش بين الجماعة عيشة ملائمة. و تظهر ضروره التربية للطفل بأن التراث الثقافى لا ينتقل من جيل إلى جيل بالوراثه ولكنها تكتسب نتيجة للعيش بين الجماعة وإن التربية ضرورية للطفل الصغير لكي يتعايش مع مجتمعه كما أن الحياة البشرية كثيرة التعقيد والتبدل وتحتاج إلى إضافة وتطوير وهذه العملية يقوم بها الكبار من أجل تكيف الصغار مع الحياة المحيطة وتمشيا مع متطلبات العصور على مر الأيام. أما حاجة المجتمع للتربية فتظهر من خلال الاحتفاظ بالتراث الثقافى ونقله إلى الأجيال الناشئة بواسطه التربية وكذلك تعزيز التراث الثقافي وذلك من خلال تنقيته من العيوب التي علقت به،والتربية هنا قادرة على إصلاح هذا التراث من عيوبه القديمه مع المحافظة على الأصول.

الاطفال هم زينه الحياة الدنيا وجمالها وشباب المستقبل فيجب الحرص عليهم وتربيتهم تربيه سليمة لإنشاء جيل قادر على تنمية المجتمع والعمل على تطوره للأفضل، حيث اصبحت الدول تقارن ويقاس تقدمها ليس بما لديها من موارد طبيعية وثروات في باطن الأرض أو خارجها بل تقاس بمدى قدرتها على استغلال هذه الموارد لانشاء جيل صالح مبني على أسس تربوية ، وتتطلب تربية الاطفال مجهودا كبيرا من الأم والأب حيث أصبح الإبن الصالح هو حلم وأمنية كل أم وأب ،و الصلاح يكون بزرع الأخلاق الحميدة فى الطفل منذ سنواته الأولى و تؤدي التربية السليمة دوراً هاما في تطوير المجتمع وتنميته وهى أداة لصنع قيادته الفنية والمهنية والسياسية والفكرية ، لذا يعد دور التربية السليمة مهم في تحديـد مخرجـات تتلاءم وطبيعة هذا العصر

لم تحتل التربية مكانا نافذا في أي عهد من العهود كما تحتله اليوم وإن الاهتمام بالتربية والعملية التربوية قد ازداد في العصر الحاضر ونتيجة لذلك تميزت التربية في العصر الحاضر عن غيرها بأنها متقدمة على التعليم وقد أصبح الطفل أو الإنسان الفرد هو محور التربية و أهتمت التربية بالفرد كإنسان لكي يحقق نموه الإنساني ولكنها لم تهمل الجانب الاجتماعي والتكيف مع الجماعة التي يعيش بينها كما تعاونت التربيه مع علم النفس لتقديم ما يناسب كل فرد على حده وتعاونت مع علم الاجتماع لكي تطبع الإنسان بطباع المجتمع الذي يعيش فيه وقد أصبحت التربية الحديثة ميدانية حياتية تعتمد على المواقف والممارسات اليومية وطرحت التطبيق العلمي لمواجهة الحياة المتغيرة كما تم الاهتمام بعالمية التربية وذلك بالتوسع في الهدف التربوي من التكيف مع المجتمع المحلى إلى التكيف مع المجتمعات عامة أو التكيف مع الثقافة الإنسانية وأصبح الهدف التربوى هو إعداد الإنسان الصالح لكل مكان وليس المواطن الصالح لوطنه فقط كما أنه تم استعمال الأساليب الجديدة وذلك باستعمال الأدوات والأجهزة والمخترعات الحديثه في العملية التربويه وتسخير تلك الأدوات للتقدم والتطور الإنساني .

  • موضوعات تهمك فى حياتك الأسرية

إتيكيت العلاقة الحميمة بين الزوجين             من هنا 👇

دور الزوج فى العلاقة الحميمة                   من هنا 👇

دور الزوجة فى العلاقة الحميمة                 من هنا 👇

ماذا بعد انتهاء اللقاء الجنسي بين الزوجين      من هنا 👇


عناصر البحث

١- نبذة عن تاريخ تربية الطفل فى العصور المختلفه.

٢- مفهوم التربية الإسلامية بين الماضى والحاضر ومقوماتها.

٣- حاجة التربية الإسلامية لدى الأطفال واهدافها.

٤- آراء العلماء عن التربيه الإسلاميه للطفل وخاصة رأى الإمام الغزالي.

٥- آراء الغزالى فى المعلم والمتعلم.

٦- الغزالى وتربية الطفل.

٧- التربيه فى العصور الحديثه إلى الآن وتطورها.

٨- الخاتمة

١- نبذة عن تاريخ تربية الطفل فى العصور المختلفة:

 مع ازدياد متطلبات الحياة اليوميه وانتقال الجنس البشري من مرحلة الالتقاط والصيد والرعي إلى مرحلة أكثر استقرارا وهي المرحلة الزراعية وفي هذه الفترة ظهرت التخصصات المختلفة وتعقدت الشؤون الحياتية وأصبح  من الصعوبة  بمكان أن يقوم الوالدان أوأحدهما أوالعائله بعملية التربيه لانشغالهم في شؤونهم وكسب عيشهم. وصارلابد من وجود مؤسسه أو هيئة أو أفراد متخصصين يعتنون بالأجيال الصغيرة وينقلون لها المعلومات والخبرات. ومن هنا نشأت مهنة  جديدة هي مهنة المربين أو أماكن العباده أو تحت شجرة منعزلة وبعيدة عن جمهرة الناس وشيئا فشيئا نشأت المدارس النظامية  ومع هذا التحول والتطور ظهرت الكتابة وبدأت تلك الشعوب والحضارات تسجل نظمها وقوانينها وشرائعها وطريقة الحياة التى يرضونها ويرسمونها لمجتمعاتهم. 

 

 التربية عند المصريين القدماء: إهتم المصريون القدماء اهتماما كبيرا في التربية وقد كانوا يرون أن المعرفة وسيله لبلوغ الثروة والمجد ولذا أكثروا من المدارس وكانوا ينظرون إلى مهنة التدريس باحترام وتقدير ويصنفونها من  مهن الطبقة الأولى في المجتمع المصري وكان النظام التربوي في مصر القديمة مقسم إلى  مراحل تعليم أولية للاطفال في مدارس ملحقة بالمعابد  مكان خاص للمعلم وكان لديهم مرحلة متقدمة وهي عبارة عن مدارس نظامية يقوم بالتعليم معلون أخصائيون غير أن التعليم المتقدم على أبناء الفراعنة والطبقة الأولى والخاصة.

التربية عند اليونان والرومان: إمتازت التربية اليونانية بروح التجديد والابتكار والحرية الفردية وتقبل التطور والتقدم  وجعل اليونان غايه التربيه عندهم أن يصل الإنسان إلى الحياة السعيدة الجميلة ويسجل التاريخ التربوي أن الاغريق هم أول من تناول التربية في زاوية فلسفية وكانت التربيه محور اهتمام الفلاسفة في أثينا وقد كانت التربية اليونانية  تربية علمية فنية مثالية

التربية عند العربكانت العائلة هي أهم وسائط التربية عند العرب خاصة البدومنهم وقد تشارك العائلة في التربية وأهم ما يتعلمه البدوي الصيد والرماية واعداد آلات الحرب ودبغ الجلود وغزل الصوف وحياكة الملابس و تربية الماشية وكانت وسيلة التربية في تعليم ذلك هي المحاكاة والتقليد أو طريقة النصح والإرشاد والوعظ والتوجيه من كبار السن أو الوالدين أو الأقارب او رؤساء العشائر وقد عرف البدو أنواع المدارس الكتاتيب وكانوا يتعلمون بها القراءة والكتابة والحساب. أما الحضر فكانت تربيتهم تهدف إلى تعلم الصناعات والمهن كالهندسة والطب والنقش والتجارة بأنواعها وكانت لديهم  المدارس والمعاهد إلا أن هدف التربية العربية الأسمى كان بث روح الفضيلة وغرس الصفات الخلقيه كالشجاعه والإخلاص والوفاء.

التربية في العصور الحديثة:

في أواخر القرن الخامس عشر بدأت القوميات تظهر في أوروبا وانشئت الدول المستلقة وفي القرن التاسع عشرلم تعد التربية موضوعا لتأملات الفلاسفة ولا من تخصص رجال الدين بل أصبحت علما أسس عقلية عملية وبدأت تظهر في العالم الأبحاث والدراسات التربوية المختلفة والمتنوعة وكان للفلاسفة الإنجليز في هذا العصر دور كبير في تطور الفكر التربوي حيث كانوا يميلون إلى النزعة التجريبية وطابعها العلمي الذي يعتمد على الملاحظه والتجربه  الدقيقة واعتنوا بالطرق الاستقرائية أما الفلاسفة الألمان فحالوا أن يربطوا نظرياتهم بأفكارهم المتصلة بالطبيعةالإنسانيه واهتموا بالتربية القومية وأبعدوا التربية الدينية عن المدارس                                                

 ٢- مفهوم التربية الإسلامية بين الماضى والحاضر ومقوماتها:

التربية من الأمور الأساسيّة في الحياة البشرية، فما يتربى عليه الفرد يظهر بصورةٍ فرديةٍ أو جماعيةٍ في المستقبل، وقد تم الاهتمام بهذا الموضوع بشكلٍ كبيرٍ؛ فحاول المختصون وضع المناهج المختلفه للتربيه التي تتناسب مع طبيعة البشر وتغير الظروف والأحوال من زمنٍ لآخر، إلّا أن المنهاج الإسلامي هو الوحيد الذي استطاع أن يثبت على مر العصور وأن يناسب الفئات المختلفه من البشر باختلاف الأجناس والأعراق واللغات.                                       


أما في ما يخص مفهوم التربية الإسلاميه فقد عرفها بعض الكتاب المسلمين بأنها إعداد وتجهيز الفرد المسلم بشكل كامل وشامل لجميع النواحي ولجميع المراحل العمريه، وذلك من خلال القيم والمبادئ والأساليب التي أظهرها دين الإسلام. كما عُرفت أيضاً بأنها مجموعة نظم متكاملة تتضمن الحقائق والقيم والمهارات المتغيره التي تخص الإنسان، حيث يتم تقديمها من خلال مؤسسة تربوية إلى المتعلمين الموجودين فيها.
 

وسائط التربية الإسلامية :

 

تعددت وسائط التربية الإسلاميه وأماكن التعليم في الإسلام ويمكن اعتبار الأسرة من أهم هذه الوسائط كما لعب المسجد في التأريخ الإسلامي دوراً هاماً في التربية والتعليم حيث انطلقت منه حلقات العلم سواء لتعليم القراءة أو الكتابة أو المخصصة للعلوم الشرعيه بالإضافة إلى الكتاتيب وحوانيت الوراقين حتى ظهور المدارس , وعلى العموم يمكن اجمال أهم المؤسسات والمعاهد التربوية في التربية الإسلامية بما يلي:

1- المسجد : نشر تعاليم الدين أو لتعلم القراءة والكتابة .

2- الكتاتيب : ظهرت قبل الإسلام واستمرت معه لتعلم القراءة والكتابة .

3- حوانيت الوراقين : ظهرت عند العباسيين لغرض تجاري ثم أصبحت ملتقى للعلماء والطلاب .

4- منازل العلماء : مثل دار الأرقم ابن أبي الأرقم التي تعتبر أول مؤسسة تربوية اتخذها الرسول الأكرم  (محمد صلى الله عليه واله وسلم ) مركزاً لتعليم الصحابة الذين امنوا بالدين الجديد .

5- البادية : التي تعتبر مواطن اللغه .

6- القصور : لتعليم أبناء الملوك والوزراء .

7- الصالون الأدبي : ظهرت في العصر الأموي واستمرت في العصر العباسي للنقاش والحوار في مختلف العلوم والفنون والآداب .

8- المكتبات : التي كان من أهدافها تلقي العلم .

9- المدارس : مثل المدرسة البيهقية والمدرسة النظامية .

 مما تقدم نجد أن للتربيه الإسلامية خصائص تتمثل في كونها تربيه ( شاملة , متنوعة, مستمرة , واقعيه , نفعية , عالمية , ضميرية ) .

٣- حاجة التربية الإسلامية لدى الأطفال واهدافها:

تتطلب تربيه الأطفال مجهوداً كبيراً من الأم والأب حيث أصبح الإبن الصالح هو حلم وأمنية كل أم وأب ،و الصلاح يكون بزرع الأخلاق الحميدة في الطفل منذ سنواته الأولى و تؤدي التربية السليمة دوراً هاما في تطوير المجتمع وتنميته وهى أداة لصنع قيادته الفنية والمهنية والسياسية والفكريه ، لذا يعد دور التربية السليمه مهم في تحديـد مخرجـات تتلاءم وطبيعة هذا العصر

أنّ أفضل ما يُقدِّمه الآباء لأبنائهم من العطايا التّربية الحسنة والأخلاق الحميدة، وأنّ ذلك أفضل لهم من الكنوز والجواهر والثّروات والأملاك والعقارات والأرصدة الماليّة،

أهداف التربية الإسلامية :

 

للتربية الإسلامية مجموعه من الأهداف التي تعتبر من ابرز سمات التربيه الإسلاميه وهي كالأتي :-

1- أهداف دينية / تتمثل في إعداد الإنسان المؤمن بالله العابد له العامل بأوامره ونواهيه.

2- أهداف روحية / تتمثل في تدعيم القيم الروحية في الإنسان والمجتمع .

3- أهداف أخلاقية / تتمثل في إعداد الإنسان على خلق عظيم وتدعيم القيم الأخلاقية .

4- أهداف معرفية / تتمثل في تنميه وترقية القوى العقلية مثل التفكير والتذكر .

5- أهداف اجتماعية / تتمثل في بناء المجتمع المسلم على أساس التعاون والتكافل الاجتماعي وتدعيم القيم الاجتماعية .

6- أهداف جهاديه / تتمثل في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وإعداد الإنسان جسمياً وعسكرياً .

7- أهداف جسمية / تتمثل في النظافه والطهاره الجسدية .

 

  • موضوعات تهمك فى حياتك الأسرية

إتيكيت العلاقة الحميمة بين الزوجين             من هنا 👇

دور الزوج فى العلاقة الحميمة                   من هنا 👇

دور الزوجة فى العلاقة الحميمة                 من هنا 👇

ماذا بعد انتهاء اللقاء الجنسي بين الزوجين      من هنا 👇


٤- آراء العلماء عن التربيه الإسلاميه للطفل وخاصة رأى الإمام الغزالي:

 توجد أراء العلماء عن التربية الإسلامية وحاجتها لدى الطفل، ومن العلماء القدماء الذين قاموا بآرائهم عن التربية وبينوا ضرورتها وحاجتها لدى الطفل فمن أبرزهم كما يلي:

 

الإمام الغزالي: الإمام أبو حامد الغزالي هو أوفى من كتب في هذا الموضوع، وآراءه انتشارا من غيره، وقد نادى بتكوين العادات الحسنة في الطفل منذ الصغير، بأن نعوده التبكير في النوم والتبكير في الاستيقاظ وتشجيعه على المشي والحركة الرياضية والبدنية. وللإمام الغزالي رسالة تربوية من بضع صفحات بعنوان "أيها الولدأو "أيها الولد المحب"، يحمل عنوانها مضامين العلاقة التي يجب أن تربط بين المربي الحكيم وتلميذه، وهي عبارة عن نصائح تربوية يوجهها الغزالي إلى تلميذه ردا على سؤالوفي هذا الكتاب عرض الإمام الغزالي آراءه في عشرين نقطة عن التربية الإسلامية للطفل، مما عرفت "بمنهج الإمام الغزالي في التربية الإسلاميةومن أهم هذه النقاط: معاونة الطفل على إرساء قواعد الأخلاق الحميدة في نفسه، وتنميه الصفات الحسنة كالصدق والإخلاص وإرضاء الله في السر والعلن والتواضع والرحمة، والآداب العامة كالاعتدال بالكلام، والجواب على قدر السؤال، ومراعاة آداب الطعام واللباس، وتجاهل أخطاء الطفل في أول مرة ومعاقبته سرا في المرة الثانية، والحفاظ على كرامة الطفل ومشاعره، وتنمية  إدراكه الحسي والعاطفي والعقلي، وتقبيح محبة المال في نفسه. 

   
ابن سينا: ولا يعتبر الغزالي رائد التربويين الأوائل رغم الشهرة الكبيرة التي استحقها بجدارة، فقبل الغزالي سطع نجم عدد من أبناء الأمة، وإن لم يبلغوا ما بلغه الغزالي في هذا المضمار، ومن هؤلاء الذين اثروا التراث الاسلامي التربوي العلامة ابن سينا  الذي اعتبر "أن تربية الطفل وتعويده الخصال الحميدة هي أول خطوه في بناء الإنسان السوي وذلك استباقا لترسيخ العادات القبيحة الدخيلة، التي يصعب التخلص منها إذا اعتادها وتمكنت من نفسه، وهو يرى أنه إذا اضطر المربي إلى العقوبه وجب أن يحتاط كل الحيطة، ويتخذ الحكمة في تحديدها، وقد نصح ألا يعامل المعاقب بالشدة والعنف في البدء بل باللين واللطف ويستعمل معه الترغيب أحيانا، والقوة لا تستخدم إلا في آخر الأمر وبعد أن تستعصي جميع الوسائل، منها التخويف والتوبيخ والتأنيب، ولكنه يلاحظ أيضا أن النصح والتشجيع والمدح ربما كان أجدى أثرا بالإصلاح والبناء.. ومعنى هذا أنه يجب أن يعامل كل طفل علي حدة، ويعالج كل داء بما يصلح من الدواء".


ابن القيم الجوزية: أما الإمام الفقيه ابن القيم فقد اعتنى بتربيه الاطفال اعتناءً خاصا، وخص الطفل بكتابه اسماه "تحفة المودود بأحكام المولود" حوى كثيرا من اللمحات التربوية التي تتسق في مضمونها مع مسار التربية البنائية في الإسلام، ولتوضيح آرائه التربوية عقد -رحمه الله - في كتابه أبوابا وفصولا عديدة تتناول مختلف جوانب حياة الطفل.

ابن خلدون: ولم يكن الاهتمام بالاطفال المسلمين وتربيتهم وتنشئتهم النشأة السليمة حكرا على منطقة إسلامية معينة دون غيرها... ففي المغرب العربي، وتحديدا في تونس أشرقت شمس العلامة ابن خلدون  الذي اهتم بالطفل المسلم، فشغلت آراءه في التربية حيزا واسعا من كتابه المعروف باسم "المقدمة"، وتناول ابن خلدون في "المقدمةجملة من القضايا المتعلقة بالأطفال، ودعا إلى التعليم بالتدرج شيئا فشيئا وقليلا قليلا، وفي هذا التعامل مع الطفولة إدراك للنفس البشريه وقدراتها على الفهم والاستيعاب والتحصيل، ويسميه ابن خلدون "التعليم المفيدولا يكتفي بذلك بل يقدم خطوات عملية تدريبية من مبدأ العالم المجرب، حتى ترسخ أفكاره ويعمل بتفاصيلها    
                               .

٥- آراء الغزالى فى المعلم والمتعلم:

أھداف التربیة عند الغزالى:

یتضح من دراسة ما كتبه الغزالى عن التربیة والتعلیم أنه كان یھدف إلى غایتین: ھما الكمال الإنساني الذي غایته التقرب من الله سبحانه وتعالى، ثم الكمال الإنسانى الذى غایته سعادة الدنیا، وسعادة الآخرة. وتمتاز التربیة الإسلامیة بصفة عامة بطابع دینى خلقى یظھر واضحا فى أھدافھا ووسائلھا. مع عدم إھمال شئون الدنیا. ویتفق رأى الغزالى فى التربیة عامة مع الاتجاھات التربویه الإسلامیة، أى الاتجاھات الدینیة والخلقیة. كذلك لم  ینس الغزالى شئون الدنیا فأعد لھا عدتھا فى التربیه، لكنه اعتبر الإعداد لشئون الدنیا، والسعادة الدنیویة إنما یوصلان إلى سعادة الآخرة، والتى اعتبرھا أفضل وأبقى. فالدنیا مزرعة الآخرة، وھى الآلة الموصلة إلى الله عز وجل لمن أتخذھا مستقرا ومنزلا. فھدف التربیة عند الغزالى ھو الكمال الإنساني فى الدنیا والآخرة، ویبلغ  الإنسان الكمال باكتسابه الفضیلة عن طریق العلم، فتسعده الفضیلة فى دنیاه وتقربه من الله سبحانه وتعالى فیسعد بھا فى آخرته.

على أن الغزالى بالرغم من تدینه وتصوفه، اللذان أثرا على نظرته للحیاة وما فیھا من قیم، وجعلاه یھدف إلى القرب من الله، وسعادة الاخره لم ینس أن العلم ینبغى أن یطلب لذاته، لما له من مزایا ومحاسن فكان یرى أن العلم فضیلة فى ذاته وعلى الإ طلاق. لذلك اعتبر تحصیل العلم ھدفا تربویا، لما للمعلم من  قیمة، ولما یجد فیه الإنسان من لذة ومتعة فیقول: وإذا نظرت إلى العلم رأیته لذیذا فى نفسه، فیكون مطلوبا لذاته، ووجدته وسیله إلى دار الآخرة وسعادتھا، وذریعة إلى القرب من الله سبحانه وتعالى ولا یتوصل إلیه إلا به.

وأعظم رتبه فى حق الأدمي السعادة الأبدیة، وأفضل الأشیاء ما ھو وسیلة  إلیھا، ولن یتوصل إلیھا إلا بالعلم والعمل، ولا یتوصل إلى العمل إلا بالعلم بكیفیة العمل، فاصل السعاده فى الدنیا والآخرة ھو العلم فھو إذن أفضل الأعمال. 

 

الغزالى والمعلم:

 

رأى الغزالي أن المدرس الكامل العقل، والحمید الخلق، الخلیق بأن یعھد إلیه تعلیم النشء عموما، إنما یجب أن یتحلى بصفات خاصة. أما ھذه الصفات فھى:

۱- یجب أن یتصف المعلم بالشفقه والرحمة، وذلك أن شعور المتعلم بعطف معلمه علیه، وبرقة معاملته له، یكسبان المتعلم الثقة بالنفس ویقومانه بالاطمئنان إلى معلمه، یساعده ھذا الشعور على تحصیل العلم بسھولة. وقد نصح الغزالي أن یكون المعلم بمثابة الأب للمتعلم، بل إن الغزالي یرى أن حق المعلم على تلمیذه أعظم من حق الوالد على ولده. فإن الوالد سبب الوجود الحاضر والحیاة الفانیة والمعلم سبب الحیاة الباقیه.

۲- یرى الغزالى ألا یطلب المعلم أجرا لقاء القیام بمھنه التعلیم. وألا ینتظر المعلم حمدا و شكرا أو جزاء من تلامیذه. ذلك أنه یؤدى فرضا علیه، كما أنه یجب أن یتشبه برسول الله  ویقوم بتعلیم العلم لوجه الله تعالي. وبھذا یتقرب المعلم من ربه، ویعظم ثوابه. ویحقر الغزالى فكرة قاضى الأجر من المتعلم إلى درجه كبیرة فیقول: "فمن طلب بالعلم المال كان كمن مسح أسفل مداسه بوجھه لینظفه، فجعل المخدوم خادما، والخادم مخدوما".

۳- ینبغى أن یكون المعلم مرشدا أمینا وصادقا لتلمیذه. فلا یدع تلمیذه. یبدأ دراسة أعلى قبل استیفاء الدراسة التى قبلھا حقھا. وألا یترك المعلم فرصه تقوت بغیر تنبیه المتعلم إلى أن الغرض من التعلیم ھو التقرب من الله عز وجل.

٤- ینصح الغزالى أن یتجنب المعلم استخدام القسوه فى تھذیب سلوك المتعلم. فقد فطن الغزالى إلى أن التشھیر بأخطاء الصغار من شأنھ أن یثیرھم، وأن یشعرھم بالخطأ الجسیم فیلجأون إلى ً التحدى دفاعا عن النفس.

٥- یجب ان یعظم المعلم من شأن العلوم التى لیست من اختصاصه وألا یقبحھا أو یقلل من فیمتھا على حساب تمجید علمه. ویقول الغزالى إن  من واجبات المعلم تشجیع المتعلم على الحصول على العلم على ید معلمین آخرین دون تحیز لمعلم دون آخر "فالمعلم المتكفل بعلم واحد ینبغى أن یوسع على المتعلم طریق التعلم فى غیره....".

٦- نادى الغزالى بمبدأ "الفروق الفردیه" فھو ینصح بأن "یقتصر بالمتعلم  على قدر فھمه فلا یلقى إلیه ما لا یبلغه عقله، فیقره أو یخبط علیه عقله،وھكذا ترى أن الغزالى یأخذ فى الاعتبار استعداد التلامیذ العقلي وقدراتھم الخاصة. كما اعتبر الغزالى المعلم حارسا أمینا على العلم، ورأى لذلك أن من واجباته ألا یفرط فیه وألا یقدمه للمتعلم بغیر حساب. واستشھد فى ھذا بقول المسیح علیھ السلام الذى نصح بألا "یعلقوا الجواھر فى أعناق الخنازیر كما استشھد بالآیة الكریمة [ولا تؤتوا السفهاء أموالكم].

۷- فطن الغزالى إلى أھمیة دراسة المعلم لنفسیه المتعلم، فیعرف كیف یعامله بحیث یبعد عنه الشك والقلق، فقال إن من دواعى إثارة شك المتعلم فى معلمه، أن یشعر بأن معلمه یبخل علیه بالعلم ولا یعطیه حقه منه. كذلك فقد نصح الغزالى بعدم إرباك فكر المتعلم، وذلك بتعلیمه النظریات المعارضة والآراء المضادة وخاصة فى علوم الدین، فیحار  المتعلم فى أمره، لا سیما إذا كان محدود الذكاء، أو كان ممن تقید عقلھم بالتقالید الموروثه. وراى الغزالى أن أفضل الأمور ھو اكتفاء المعلم  بترك المتعلم وعقیدته الموروثة مع عدم تعریضه للمذاھب الدینیة المختلفه، التى قد تتسبب فى بلبلة فكره، فتدفعه ھذه البلبلة إلى ارتكاب المعاصى. ویكتفى مع أمثال ھذا المتعلم بتعلیمه مبادئ الدین، وتوجیھه نحو الصدق والأمانة.

۸ -حرص الغزالى على أن یبین أن التمسك بالمبادئ، والعمل على تحقیقھا یجب أن یكون من صفات المعلم المثالى. فنصح المعلم بألا ینادى بمبدأ أو یأتي أفعالا تناقض ھذا المبدأ وألا یرتضى المعلم لنفسه من الأعمال ما ینھى عنھا تلامیذه. 

 

الغزالى والمتعلم:

 

تعرض العزالي للمتعلم وأشار إلى الصفات التى یجب أن یتحلى بھا المتعلم لجعله أھلا للعلم، ولضمان استفادته من التعلم. أما ھذه الصفات فھى:

۱- لما كان التعلم نوعا من العباده، إذ إن الغرض منه التقرب من الله عزوجل إذن وجب أن تكون أولى صفات المتعلم "طھارة النفس عن رذائل الأخلاق ومذموم الأوصاف. فكما لا تصح الصلاة إلا بالطھر الظاھرى، كذلك لا یصح تحصیل العلم الا بطھر الباطن، وتنفیة القلب من الخبث والرذیله، والصفات الردیئة مثل: الغضب والشھوة والحقد والحسد.

۲- یجب أن یبتعد المتعلم ما أمكن عن أمور الدنیا، ویقلل من تعلقه بھا فإن التعلق بالدنیا وشئونھا قد یلھیانه عن طلب العلم.

۳- یجب أن تتوافر فى المتعلم صفه التواضع، فینصح بألا یتعاظم المتعلم على أستاذه، أو یتكبر على علمه. بل ویلقى لأستاذه زمام أمره، ویذعن لنصائحه وإرشاداته إذعان المریض الجاھل للطبیب العالم. وقد اعتبر  أن خدمة المتعلم لأستاذه شرف عظیم یجب أن یسعى المتعلم للحصول علیه، إذ إن الله یثیب المتعلم الذى یخدم معلمه، ویحفظ سره ولا یغتابه، بل یوقره ویعظمه ویتشبه به.

٤- ینصح الغزالي أن یحترس المتعلم من الإصغاء إلى مختلف المذاھب أو یتدخل فى جدل أو مناظره مع العلماء وھو لایزال ناقص التعلم حتى لا یتبلبل فكره، بل یجب على المتعلم أن یدرس أولا ویتأكد من المذھب الصحیح الذى یرضى عنه أستاذه ویتقنه، حتى یمكنه بعد ذلك أن یشترك فى الجدل والمناظرة ویعترض على المذاھب المضاده.

٥- یجب ألا یھمل المتعلم من دراسه أى علم من العلوم المحمودة، سواء كانت دینیة أو دنیویة بقدر یمكنه من معرفة أغراضھا وما تبحث فیه. فالمعرفة المتعددة النواحى أفضل من المعرفة المحدودة.

٦- یجب على المتعلم ألا یخوض فى فن من فنون العلم دفعه واحده، بل یراعى الترتیب ویبتدئ بالأھم. فإن العمر إذا كان لا یتسع لجمیع العلوم  غالبا، فالحزم أن یاخذ من كل شيء أحسنه. وینصح الغزالى أن یبدأ المتعلم بعلوم الدین ویتقنھا تماما، ثم یدرس العلوم الأخرى حسب أھمیتھا

٧- ینصح الغزالى المتعلم بعدم الاندفاع فى حكمة ضد العلوم، ووصف بعضھا بالفساد إذا كان ھناك خلاف بین أصحاب تلك العلوم ومعلمیھا، أو لان ھناك من أتى بأخطاء فیھا. بل یجب علیه احترام حقائق العلم بغض النظر عن الخلافات.

۸- یجب على المتعلم أن یعرف قیمة العلوم التى یدرسھا. ویقول الغزالى: إن قیمة العلم ترجع إلى شیئین "أحدھما شرف الثمره، والثانى وثیقة الدلیل وقوته. وذلك كعلم الدین وعلم الطب فإن ثمرة أحدھما الحیاه الأبدیه، وثمرة الآخر الحیاة الفانیة، فیكون علم الدین أشرف.

۹- یجب على المتعلم أن یھدف من تعلمه إلى غرضین، أولھما قریب وھو  تجمیل نفسه وتھذیبھا، والآخر بعید، وھو التقرب من الله عز وجل، والارتقاء إلى مستوى الملائكة، ومعنى ذلك أن تكون العلوم الدینیه ھى أھم العلوم وأنفعھا له، لكنه مع ھذا نصح بأن لا یھمل المتعلم سائر العلوم المحمودة إذ لا یمكن الاستغناء عنھا وقد شبه علوم الدین بالجند المحاربین المجاھدین فى الجیش، والعلوم الأخرى، بالأشخاص الذین لا یستغنى عنھم جیش مھما كان، مثل القائمین على إطعام وخدمة الجند.

۱۰- حذر الغزالى المتعلم من أن یبغى من وراء علمه الریاسه والمال  والجاه ومباھاة الاقران.

 

٦- الغزالى وتربية الطفل:

نصح الغزالى بأن یبعد الطفل عن قرناء السوء، كما نصح بعدم تعویده على التدلیل والتنعم، أو بالاستمتاع بكل ما یعرفه عن النفس. وأشار بألا یستعمل فى حضانته وإرضاعه إلا امرأة صالحة متدینة، تأكل الحلال، فإن اللبن  الحاصل من الحرام لا بركة فیه" ویجب ألا یكتفى الأب بأن قد شب، وبدأ یمیز الخیر من الشر، والحسن من القبیح فیتركه وشأنه، بل علیه أن یوالیه بعنایته وإرشاده، حتى یتأكد من إكسابه حمید الخصال فى المأكل والمشرب والملبس ویقول الغزالى إن امتداح الفضائل وذم النقائص باستمرار فى حضره الطفل من الأمور التى تساعد على تھذیبه. ومن الطرق التى یراھا الغزالى مؤدیه إلى إبعاد الطفل من العبث والمجون شغل أوقات فراغھ، وأحسن الوسائل لشغل أوقات الفراغ ھى تعوید الطفل القراءة، وخاصة قراءة القرآن وأحادیث الأخبار، وحكایات الأبرار. أما من ناحیة الثواب والعقاب فیرى الغزالى أنه یجب تكریم الطفل ومدحه على ما یأتي من فعال حسنة، وما یتحلى به من خلق حمید، كما یجب مجازاته جزاء طیب ومدحه أمام ذوى الشأن وأصحاب المكانه تشجیعا له، لكنه إذا أتى أمرا مذموما على خلاف عادته فیحسن التغافل عنه، خصوصا إذا لوحظ حیاء الطفل. أما إذا تعود الطفل ارتكاب الأخطاء الخلقیة، فینبغى أن یعاقب سرا، ویحذر من العودة لمثل ھذه الأخطاء، وإلا كشف أمره أمام الناس. على أن الغزالى ینصح بعدم التمادى فى العقاب والتأنیب.

 

٧- التربيه فى العصور الحديثه إلى الآن وتطورها:

هناك عبارات كثيره تشغل بالنا وتحملنا بكثير من الاستفسارات وفي كل تجمع مع المهتمين بعالم تربية الطفل تدوركثير من التساؤلات ، منها ماذا حدث للطفل في العصر الحديث ؟ وما عمق الفجوه بين التربية في الماضي والتربية اليوم؟ هل فعلاً تعتبر البيئة المحيطة بطفل اليوم معقّدة بشكل يختزل مفهوم الطفولة الحاضرة في عصر التكنولوجيا والانترنت ومجتمع تقني مقيد ومعولم، أصبح أسير المفاهيم الجديدة حول أصول تربية الطفل ورعايته وحمايته بشكل يجعله يتعامل مع مستحدثات العصر بايجابية ومهارة بحيث يكون لديه القدرة على الانتقاء بين ماهو نافع وما هو ضار.                                     . 

فقد كان طفل الأمس أشبه بعصفور حر، طفل طبيعي ينتمي إلى المحيط بشكل متناغم، يتسلّق الأشجار، يقفز عن السرير ثمّ يسقط، يلعب بالتراب وتتسخ ملابسه، يفكّر لوحده، ويرضيه نور الشمعة لتأدية واجباته، يعتمد على ذاته، ويتعلّم من المحيطين به، ويخرج إلى الشارع ولا يخاف، أو يفكر بوجبات الطعام السريعة، ويبتكر ألعابه بنفسه، أفقه بلا حدود، وهو مبدع وباحث بامتياز، ويتمتع بقيم المشاركه، كما أن طفل الأمس كان يتفرغ لتلقي المعرفه والعلم فهما شغله الشاغل، فكان يحضر مجالس الكبار ويتعلّم منهم، فهو فضولي ولكن بشكل أنيق، ولا يعاني من القلق او الاضطرابات، مبادر ويحترم الوقت، ويمكننا القول بأنّ طفل الأمس كائن طبيعي ينتمي لكل ما هو حوله ويندمج فيه، بل يكاد أن ينصهر في التمازج مع مجتمعه الصغير والكبير.                                                       
ويعتبر طفل الأمس على النقيض تماماً من طفل اليوم الذي يسيطر عليه حب الأنا ويمجد نفسه ولا يرضى بالقليل من الفرص المتاحة له، ولا يتعامل مع المسؤوليات بجديه، ولا يتكيف مع الظروف المحيطة، ويصرخ عالياً إذ باعتقاده أن هذا الأسلوب يمّهد لتلبية رغباته، ويمارس حريات كثيرة بموجب قوانين واتفاقيات وليس بموجب العلاقات الإنسانية الطبيعية في مجتمع متكامل، تلتصق عيناه في شاشات افتراضية بشكل يومي ( الموبايل- التاب-الأي باد وما إلى ذلك ) ، ولا يتنازل للخروج إلى الشارع لاكتشافه، ولا يريد أن يسمع من حوله، وينصت فقط إلى ذاته ، و طفل اليوم يعاني من "التوحد" بسبب ما يفرضه عليه العالم الحديث المحيط به، وهو مقيد باتباع ما يقدّم إليه، وما يتحكم السيطره على عقله ورغباته وطموحاته ويضعه في قالب ضيق. هذا الطفل مركّب يضيع الوقت في مجالسة مواقع التواصل في الانترنت في عوالم افتراضية تعزله أحيانا" عن الواقع وعن الاندماج مع المجتمع بشكل طبيعي.

 

الخاتمة

تبدو التربية في ظاهرها سهلةً يسيرةً، إلّا أنّها في هذا العصر المُلتَحِم بالتكنولوجيا التحاماً لا بُدَّ بأن يكتسب المُربّي وسائلَ جديده تمتاز بالانفتاحِ ومواكبةِ كلّ جديدٍ مع المحافظة على مضمون الرّسالة التربوية ومُحتواها. كثيراً ما تتعدَّدُ الأساليب من أصحاب الاختصاص ويبقى القرارُ في اختيار المناسب منها بيد الوالدين تِبعاً لشخصيه أبنائهم وسلوكهم .

لم تحتل التربية مكانا نافذا في أي عهد من العهود كما تحتله اليوم وإن الاهتمام بالتربية والعملية التربوية قد ازداد في العصر الحاضر ونتيجة لذلك تميزت التربية في العصر الحاضر عن غيرها بأنها متقدمة على التعليم وقد أصبح الطفل أو الإنسان الفرد هو محور التربية و أهتمت التربية بالفرد كإنسان لكي يحقق نموه الإنساني ولكنها لم تهمل الجانب الاجتماعي والتكيف مع الجماعه التي يعيش بينها كما تعاونت التربيه مع علم النفس لتقديم ما يناسب كل فرد على حده وتعاونت مع علم الاجتماع لكي تطبع الإنسان بطباع المجتمع الذي يعيش فيه وقد أصبحت التربية الحديثة ميدانية حياتية تعتمد على المواقف والممارسات اليومية وطرحت التطبيق العلمي لمواجهه الحياة المتغيرة كما تم الاهتمام بعلمية التربية وذلك بالتوسع في الهدف التربوي من التكيف مع المجتمع المحلي إلى التكيف مع المجتمعات عامة أو التكيف مع الثقافة الإنسانية وأصبح الهدف التربوي هو إعداد الإنسان الصالح لكل مكان وليس المواطن الصالح لوطنه فقط كما أنه تم استعمال الأساليب الجديدة وذلك باستعمال الأدوات والأجهزه والمخترعات الحديثة في العملية التربوية وتسخير تلك الأدوات للتقدم والتطور الإنساني.                                           .

  • موضوعات تهمك فى حياتك الأسرية

إتيكيت العلاقة الحميمة بين الزوجين             من هنا 👇

دور الزوج فى العلاقة الحميمة                   من هنا 👇

دور الزوجة فى العلاقة الحميمة                 من هنا 👇

ماذا بعد انتهاء اللقاء الجنسي بين الزوجين      من هنا 👇


المصادر

(1) د.السيد عبد القادر شريف:تاريخ تربية الطفل, جامعة القاهرة ,2018

(2) سعید إسماعیل على: تاریخ التربیة والتعلیم فى مصر، القاھرة، عالم الكتب، ۱۹۸٥.

(3) سعید إسماعیل على: التعلیم على ابواب القرن الحادى والعشرین، القاھرة، عالم الكتب،۱۹۹٨.

(4) سوزان ایزاكس، ترجمة محمد محمود رضوان: القیمة التربویة للحضانة وریاض الأطفال، القاھرة، دار الشروق، ۱۹۹۲.  

(5) السید عبد القادر شریف: تاریخ تربیة الطفل، القاھرة، حورس للطباعة والنشر، ۱۹۸٥.

(6) السید عبد القادر شریف: تطور الفكر التربوى، دار الزھراء، الریاض، ۲۰۰۸.

(7) شبل بدران، فاروق محفوظ: أسس التربیة، الإسكندریة، دار المعرفة الجامعیة، ۱۹۹۸. 

(8) عبد السلام إبراھیم فاید: مدخل لدراسة تاریخ التربیة ونظام التعلیم، بدون تاریخ.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
عروض تسويقية خدمات وعروض السعودية اول باول خدمات وخبرات هندسية وكل مايخص التعليم الهندسى واستشارات هندسيه

تعليقات