أهمية التنشئة الإجتماعية للأطفال ومؤسساتها
كلية التربية "الطفولة المبكرة" إعداد معلمات رياض الأطفال
أهمية التنشئة الإجتماعية للأطفال ومؤسساتها
المقدمة
تلعب الخبرات التي يتلقاها الطفل في سنين حياته الأولى في أحضان
أسرته دوراً رئيسياً وراسخاً في حياته المقبله، لأنه ما زال قليل الخبرة سهل
التشكيل طيع الجسم. حيث إن مصير كل طفل يتوقف على مدى قدرات الأسرة على تكوين
الشخصية المتكاملة المستقلة التي تتفق مع قدراته الجسمية والعقليه والمعنوية.
والأسرة هي التربة الأولى التي ينشأ فيها الطفل ويترعرع، وفيها تتم أولى خطوات أهم
عمليه تربوية في حياة الإنسان، إلا وهي عملية التنشئة الاجتماعية، ولذلك فإن
الأسلوب الذي نتبعه أثناء معاملتنا لأطفالنا، وكذلك كيفية معالجة مشاكلاتهم لها
الأثر الكبير والفعال في بناء علاقاتنا معهم في رسم خط حياتهم في المستقبل.
تختلف
التنشئه الاجتماعيه من مجتمع لآخر، ومن عصر إلى آخر، كما تختلف داخل المجتمع
الواحد. هذا وتؤكد الدراسات الحديثة على تأثر شخصية الطفل وصحته النفسية بطبيعة
التنشئة الوالدية، واتجاهات التربية السائدة في المنزل وهذا ما يدعونا للتركيز على
أنماط التنشئة الاجتماعية، والاهتمام بأساليبها بشكل كبير.
التنشئة الإجتماعية هى
العملية التي يسعى المجتمع عن طريقها إلى إحلال عادات ودوافع جديدة محل عادات
ودوافع كان الطفل قد كونها بطريقة أولية في المرحله السابقة أو بعبارة أخرى هي
العملية التي تهدف من ورائها إلى جعل الطفل يكتسب أساليب سلوكية ودوافع وقيماً
واتجاهات يرضى عنها المجتمع وتتقبلها الثقافة الفرعية التي ينتمي إليها. أو هي
التأثير الذي يقع على الطفل من بيئته الاجتماعيه لتحويله إلى كائن اجتماعي ولإعداده
لثقافته التي يعيش فيها.
إن
عملية تحويل الطفل من كائن حي بيولوجي الى كائن حي اجتماعي قادر على التكيف
والتعامل مع عالم دائم التغير يتطلب الوعي ببعض المواقف الدفينة التي إذا ما
عايشها الطفل تحققت التنشئة الاجتماعية الصحية.
لذلك
يجب إعطاء الفرصه دائماً للأطفال ليتحدثوا عن حياتهم الخاصة واهتمامهم فهذا يزرع
في نفس الطفل البذور الأولى الحقيقية للثقة بالنفس وتأكيد الذات ومن ثم تمنع الخوف
من المجتمع وأن وجود الوعي بأساليب التنشئة الاجتماعية بين المعلمات، تمثل حجر
الأساس بالبيئة للنمو النفسي والاجتماعي للطفل.
لذلك لا بد من تنبه أو لياء الأمور إلى أهمية توجيه أبنائهم
لمشاهدة برامج محددة تكسبهم معارف وأوجه سلوك محمود، كما أنه لا بد من عرض
المسلسلات التلفزيونية على مستشارون تربويين لتصنيفها من أوجه السلوك الخاطئ. كذلك
بالنسبة لحريه الأطفال في التصرف لا ينبغي ترك الحرية لهم لأن ذلك يؤدي إلى تعلم
سلوكيات خاطئة لذا ينبغي أن نعمل على معاملة الطفل كي يكتسب ما هو مفيد له ولأسرته
ولمجتمعه.
لعملية
التنشئة الاجتماعية أثرها في ضبط السلوك العدواني، إذا أن الطفل يولد ولديه رغبه
تلقائية في إلحاق الضرر بالآخرين أو ممتلكاتهم تأخذ أنماطاً سلوكيه مختلفة سواء
كان ذلك باللفظ أو الضرب أو الاثنين معاً، ويظهر ذلك في حالات الغضب الناتجة عن
مواقف الإحباط التي يتعرض لها الطفل أو ظروف التنشئة الاجتماعية التي تعتبر حرية
الطفل أو تجبره على القيام بما لا يرغب فيه من أعمال.
- موضوعات تهمك فى حياتك الأسرية
إتيكيت العلاقة الحميمة بين الزوجين من هنا 👇
دور الزوج فى العلاقة الحميمة من هنا 👇
دور الزوجة فى العلاقة الحميمة من هنا 👇
ماذا بعد انتهاء اللقاء الجنسي بين الزوجين من هنا 👇
العناصر
تعريف
التنشئة الاجتماعية. •
خصائص
التنشئة الاجتماعية. •
• العوامل
المساعدة والمؤثرة على عملية التنشئة الاجتماعية.
• معيقات
علمية التنشئة الاجتماعية.
• أهم
مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
• دور
التنشئة الإجتماعية فى اكساب الطفل المهارات الإجتماعية.
صور
من الأساليب السلبية في تنشئة الأطفال. •
النمط المثالي للتنشئة الاجتماعية للطفولة. •
أهداف البحث
•
معرفة مفاهيم وتعريف التنشئة الاجتماعية المتعدده والمتنوعه.
•
التعرض بالمعرفه والفهم لأهمية التنشئه الاجتماعية للطفل فى جميع المراحل العمرية.
•
معرفة علاقة التنشئة الاجتماعية والنمو الإجتماعى وتأثير ذلك فى سلوك الطفل بالسلب
أو الايجاب.
•
معرفة المعوقات للتنشئه الاجتماعيه وكذلك الأساليب السلبية فى ذلك.
•
معرفة اهم المؤسسات فى التنشئه الاجتماعية ودور كل مؤسسة فيها.
• التعرض بالفهم والتحليل للنمط المثالى للتنشئه الاجتماعيه للطفوله.
تعريف التنشئة الاجتماعية:
التنشئة الإجتماعية هي عمليه إندماج الفرد في المجتمع في مختلف أنماط
الجماعات الأجتماعيه، واشتراكه في مختلف فاعليات المجتمع وذلك عن طريق استيعابه لعناصر
الثقافة والمعايير والقيم الاجتماعية والتي تتكون على أساسها سمات الفرد ذات الاهمية
الإجتماعية والتي تجعله يتماثل مع الاشياء المسموح بها في الثقافة والتوقعات الثقافية
التي يعبر عنها في ألفاظ وطرق الحياة الاجتماعيه.
ويمكن تعريف التنشئة الإجتماعية بأنها عملية
تعلم وتعليم وتربيه، تقوم على التفاعل الإجتماعي، وتهدف إلى إكساب الفرد (طفل ثم
مراهق ثم راشدا ثم شيخا) سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة تمكنه
من مسايره جماعته والتوافق االجتماعي معها، وتكسبه الطابع االجتماعي وتيسر له االندماج
في الحياه االجتماعية.
تختلف
التنشئة الاجتماعية من مجتمع لآخر، ومن عصر إلى آخر، كما تختلف داخل المجتمع
الواحد. هذا وتؤكد الدراسات الحديثة على تأثر شخصيه الطفل وصحته النفسية بطبيعة التنشئة
الوالدية، واتجاهات التربيه السائدة في المنزل وهذا ما يدعونا للتركيز على أنماط
التنشئة الاجتماعية، والاهتمام بأساليبها بشكل كبير.
فعن طريق التنشئة الإجتماعية يتحول الكائن الإنساني من كائن تغلب عليه حاجات عضويه بيولوجية الأصل، إلى كائن تغلب عليه حاجات ودوافع من نوع جديد ذات طابع اجتماعي أي أنها تحول الفرد من طفل يعتمد على غيره متمركز حول ذاته إلى فرد ناضج يدرك معنى المسئوليه، ويستطيع أن يتحملها ويعرف معنى الفردية والاستقلالية.
خصائص التنشئة الاجتماعية:
•
يولد
الطفل بخصائص فطريه أولية، ويكون لديه من الحساسية الكافية ما يمكنه من الاستجابة
بفاعلية.
• إن التنشئة الاجتماعية هي عملية تحول متناميه للفرد من كائن فطري
إلى راشد اجتماعي قادر على التكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه.
• يكتسب الطفل عن طريق التنشئة الاجتماعية القيم الأساسيه
والدعامات الأولى اللازمة لبناء شخصيته.
• التنشئة الاجتماعية هي عملية مستمره مدى الحياة، ولكن سنوات
الطفولة الأولى من حياة الفرد أكثرها دقة وحرجاً وحساسية، وكذلك أكثرها تأثيراً في
شخصية الفرد.
• تتولى عملية التنشئة الاجتماعية مؤسسات عده “الأسرة – المدرسة – جماعة الأقران” ولكن الأسرة تعتبر أهم مؤسسه من مؤسسات التنشئة الاجتماعية.
العوامل المساعدة والمؤثرة على عملية التنشئة الاجتماعية:
تؤثر
عملية التنشئة الاجتماعية في سلوك الأطفال بما ينعكس على بناء شخصيه الطفل
مستقبلاً وفق أبعاد معينة وكما يلي:
• تحديد الدور الجنسي المناسب:
تختلف
هذه العملية من ثقافه إلى أخرى كما تختلف من صبغه تاريخية إلى أخرى ولكنها تبقى
أهم المجالات السلوك الاجتماعي الذي تلعب فيه عملية التنشئة الاجتماعية دوراً
كبيراً في مرحلة الطفولة.
ويقصد
بتحديد الدور الجنسي تنمية السلوكات أو السمات لدى الطفل التي تناسب مع جنسه بمعنى
لا يكتسب الطفل الصفات الذكورة وتكسب الطفلة صفات الأنوثه وذلك لا يحدث بطبيعة
النمو البيولوجي ولكن تحدده عملية التنشئة الاجتماعية التي تعرض نوعاً من الموائمة
بين الذكر والأنثى.
• العدوانية:
لعملية التنشئة الاجتماعية أثرها في ضبط السلوك العدواني، إذا أن الطفل يولد ولديه رغبة تلقائيه في إلحاق الضرر بالآخرين أو ممتلكاتهم تأخذ أنماطاً سلوكية مختلفه سواء كان ذلك باللفظ أو الضرب أو الاثنين معاً، ويظهر ذلك في حالات الغضب الناتجة عن مواقف الإحباط التي يتعرض لها الطفل أو ظروف التنشئه الاجتماعيه التي تعتبر حرية الطفل أو تجبره على القيام بما لا يرغب فيه من أعمال.
• نمو الضمير:
يكتسب
الطفل خلال عملية التنشئة الاجتماعية القيم والاتجاهات ومعايير السلوك من خلال
عمليات المكافأه والعقاب والملاحظة والتفكير بحيث يكون نظاماً ذاتياً يوجه سلوكه.
• السلوك الخلقي:
إن
نمو الضمير وحده لا يكفي في تأثيره على السلوك العملي للطفل إذا لم يترافق مع
التدريب المستمر في المواقف المختلفة وهذا ما يؤكده الحاجة إلى توافر القدوة
الحسنة التي تمارس السلوك الخلقي في الحياه الواقعيه أمام عين الطفل من جانب
وتدعيم السلوك المرغوب فيه تدعيماً ايجابياً.
• الاتكال والاستقلال:
يميل الأطفال بطبيعتهم والانطلاق ولكنهم يحتاجون إلى فرص تشجعهم على المبادئه والاستقلال وعندما يطلب منهم السلوك الاستقلالي في الوقت المناسب فإن ذلك يؤدي إلى نجاحهم وشعورهم بالرضاء والسعادة على أن يقترن ذلك بقدر من الضبط المصحوب بالحب والتشجيع.
معيقات علمية التنشئة الاجتماعية:
•
ضيق المنزل وزيادة إعداد أفراد
الأسره بشكل لا يعطي حرية كافية للأسرة.
• الخلافات الأسرية، الانفصال، الطلاق.
• صعوبة الحياة والأوضاع الاقتصادية الصعبه وانشغال الآباء
بمتطلبات الحياة، وغيابهم عن المنزل وخروج المرأة للعمل.
• إحساس الطفل بـأنه غير مرغوب به.
• الإفراط في تدليل أحد الأبناء أو تسلك بعض الوالدين أو التسيب
في تربيه الأطفال وازدواجية التربية والرعاية.
• الفقر وسوء الأحوال المنزليه وكثرة الأعمال المنزلية والجهل.
أهم
مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
مؤسسات التنشئة الإجتماعية هى عبارة عن المؤسسات التي تتعامل مع الناس في (محتواها) نظام اجتماعي ليساعد على تشكيل أهداف المؤسسة، ويقدم المصادر الأساسية التي تديم المؤسسة، بالإضافة إلى ذلك إن نجاح أو فشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية يعتمد بصورة معنوية على مصير زبائنها بعد أن يرجعوا إلى المجتمع الكبير
إن مراجعة شاملة لعلاقات هذه المؤسسات
والعالم الخارجي ليست ضرورة وغير ممكنه لأن العديد من المظاهر توجد كذلك في أنواع
أخرى من المؤسسات الرسمية، إلا أنه يبدو منساباً مناقشة عدد من المظاهر التي تؤثر
بصورة خاصة على عمليات المؤسسات التي تتعامل مع الناس
أولا - الأسرة:
للأسرة أشكل متعددة، الأسره يعني معيشة رجل وامرأة أو أكثر معاً، على أساس الدخول في علاقات جنسية يقرها المجتمع، وما يترتب على ذلك من حقوق وإصابات مثل: رعاية الأطفال وتربيتهم،… إلخ أو هي تعني تلك الجماعة المكونة من الزوج والزوجه وأولادهما غير المتزوجين الذين يقيمون في مسكن واحد.
فالأسرة كنظام اجتماعي تمتاز بأنها:
• أبسط أشكال المجتمع.
• توجد في أشكالها المختلفة في كل المجتمعات وفي كل الأزمنه ذلك
لأن الطفل حين يولد يكون في حاجة لمن يرعاه.
• النظام الذي يؤمن وسائل المعيشة لأفراده.
• أول وسط اجتماعي يحيط بالطفل ويمرنه على الحياة كما يشكله ليكون
عنصراً في المجتمع.
أهمية الأسرة في عمليات التنشئة الاجتماعية
تكمن بما يأتي:
• أن الطفل سريع التأثر والتشكل.
• الطفل ضعيف ومعتمد على الآخرين وخاصة الأسره.
• أن الطفل خاضع لأسرته.
• رعاية الطفل واجب من واجبات الأسره أساس من أسس تكوينها ونمائها.
ثانيا - المدرسة:
للمدرسة
دور هام في التنشئة الاجتماعية من خلال:
أ-
رياض الأطفال: التي تقوم برعاية الأطفال لتحقيق النمو المتكامل لدى الأطفال
وإعدادهم للمستقبل، عن طريق إكساب الأطفال العادات الصحيحه عن طريق معلمات رياض
الأطفال (تربية الطفل) صناعة الطفل، رجل المستقبل على أسس صحيحة من خلال معلمات
فاضلات يتمتعن بمحصول علمي تربوي،…كاف.
ب-
المدرسة فهي مؤسسة تربويه نظامية لها دور هام لإكساب الأجيال وتعليمها الأخلاق
والقيم والمفاهيم وفي مختلف المجالات بطرق صحيحة صحية.
فالمدرسة
تساهم في تعليم الأبناء من خلال المثاليه، والقدوة الحسنة، والتقليد والنموذج
الحسن، والتوجيه والتدريب.
ثالثا - وسائل الأعلام:
كالإذاعه
والتلفزيون والمسرح والسينما والمطبوعات لها دور هام في عمليات التنشئة الاجتماعية
من خلال:
• المحافظة على التراث ونقله إلى الأجيال القادمه.
• العمل على تغيير وتعديل وتحسين أنواع
سلوكات الناس.
• إتاحة الفرصة لقضاء الوقت والترفيه من خلال
برامج هادفه.
• تقديم المعلومات وتوصيلها إلى الناس بطريقة
مبسطة هادفه.
رابعا – المؤسسات الرياضيه:
كالأنديه،
والمدن الرياضية، والمراكز الرياضية.. الخ. والتي تساهم بإكساب الأطفال روح
المنافسة، والروح الرياضية الصادقة، والصدق والانتماء وحب الوطن، فهذه المؤسسات
تساهم بعمليات التنشئة الاجتماعية من خلال:
• اكتشاف الخامات الجديده ذات الميول والاهتمامات المحددة لتنميتها
وتطورها.
• تنمية روح القيادة لدى الأفراد.
• تنمية المهارات الجسمية العقلية.
• تنمية حس الفرد بالانتماء للجماعة وللوطن.
• المساهمه بتكوين القيم والاتجاهات الحسنة
لدى الفرد والمجتمع.
• تهذيب وتربية الفرد الصفات الجيدة ومحاولة
إبعاد وقتل الصفات السيئة.
• زرع روح الالتزام بالقوانين والقواعد التي
تحكم الجماعات من خلال ممارسه الأنشطة الملائمة وإقامة العلاقة الحسنة بين الأفراد الممارسين للألعاب
والأنشطة.
خامسا – المؤسسات الدينية:
وتقوم
بدور هام في عمليات التنشئة الاجتماعية فهي تعمل على ما يلي:
أ-
تنمية الإحساس الديني واحترام الدين المتمثل بالتعليم الديني.
ب- تنمية الضمير الصالح لدى الفرد.
ت- ترجمة الدين إلى سلوك (فالدين المعامله).
ث- تزويد الأفراد بأطر سلوكية مرغوب بها.
ج- تقليص فجوه الطبقات الاجتماعية، من خلال تقليص حدة
القلق والتوتر لدى الطبقات المختلفه.
دور التنشئة الإجتماعية فى اكساب الطفل المهارات الإجتماعية:
ترجع
اهمية المهارات الاجتماعية في فترة ما قبل المدرسة الابتدائية لكونها تساعد الأطفال
على مواجهة المشكلات اليومية والتفاعل مع مواقف الحياة وتوسيع امكانيات التعلم والنمو
لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة. ويرجع البعض اهمية التدريب على المهارات الاجتماعية
في مرحلة ما قبل المدرسة إلى الإعتبارات التالية:
اكساب الطفل القدرة على اداء االعمال في سهولة ويسر، ورفع مستوى اتقان االداء المهاري وقدرة الطفل على توسيع علاقاته وتفاعالته الاجتماعية بالأخرين. ويعتبر التواصل والتفاعل الاجتماعي شيئا مهماً وضرورياً بالتعلم ومشاركة الاهتمامات المتبادله بين االقران ونمو العلاقات والتفاعلات الاجتماعيه فيما بينهم وخاصة في مرحلة ما قبل المدرسه وما يستلزم ذلك من تنشيط واستثارة السلوك االجتماعي السوي.
صور من الأساليب السلبية في
تنشئة الأطفال:
أولاً - نبذ الطفل انفعالياً :
النبذ:
سلوك ظاهر نحو الطفل يجعله يعتقد بأنه ليس محبوباً ولا ذي قيمه. وهو سلوك يهدد
أمان الطفل، ويتركه فريسة الشعور بالشك، وبأنه وحيد. وقد وضع “جيلسون” قائمة لبعض
الصور المختلفة لنبذ الوالدين للطفل:
* تكرار
الإشارة إلى نواحي النقص، والنظام الصارم.
* هجر الطفل وطرده والعقاب الشديد.
* التفرقه في المعاملة بينه وبين أخوته، ومعايرة الطفل المستمرة،
ومقارنته بالأطفال الآخرين المفضلين عليه.
* التهديد بالعقاب البدني بقصد تعويد الأطفال النظام والطاعه.
* التهديد بالطرد من المنزل، والحرمان من نزهة أسبوعية، وإرساله إلى
مدرسة داخلية إذا ما ارتكب ذنباً ما في محيط أسرته.
الأسباب
التي تدعو الطفل للشعور بأنه غير مرغوب فيه
* عصبية الأم الزائده.
* انفصال الطفل عن والديه، فالطفل الصغير حساس جداً لبُعد أمه عنه،
حتى ولو كان ذلك لفترات قصيره.
* حرمانه من اللعب مع أخوته الكبار.
ثانياً. سيطرة الوالدين على الطفل
إن
سيطره الوالدين تعتبر مصدراً من مصادر سوء التكيف عند الأطفال، ومن النادر وجود
آباء يعاملون أطفالهم باعتبارهم شخصيات لها أفكار وعواطف ومشاعر. وهناك أشكال
متعددة لهذه السيطرة، نذكر منها:
*
الحمايه المفرطة للأطفال.
* التمادي في الإشراف على الأطفال إلى حد كبير، وفرض نماذج للسلوك
عليهم.
* الإشراف على اختيار أوجه النشاطات للأطفال.
* القلق عليهم بسبب أمور تافهة.
ويجدر
بالذكر أن التمادي في إشراف الوالدين على الأطفال قد يمتد إلى التدخل في خصوصياتهم
واختيار أصدقائهم وأقرانهم وحتى أصغر أمورهم، لدرجه تجعل الطفل شديد الاتكاليه على
الأهل.
آثار
اتباع الوالدين لهذا النوع من الأساليب
* تعريض الطفل للفشل والإحباط نتيجه دفعه لعمل من الأعمال دون
مراعاة لقدراته وميوله.
* إصابة بعض الأبناء بنوع من البلادة الانفعاليةه، فالذي يحدث هو
امتناع الأطفال عن تحمل المسؤوليات.
ثالثاً. التفريق وعدم المساواة في التعامل
مع الأبناء
النفس
البشرية قوة ليس من السهل التحكم فيها، بل هي تحكم سائر تصرفاتنا واتجاهاتنا
وانفعالاتنا. وليس غريباً أن نجد الآباء لا يقدرون على ضبط أنفسهم وأهوائهم، وألا
تتساوى المعاملة التي يلقاها أبناؤهم منهم، ولا يتكافأ مقدار الحب والعطف الذي
يناله ابن من الأبناء في الأسره مع ذلك المقدار الذي يناله أخوه، فقد يفضل أحد
الوالدين أحد أبنائه لأي سبب من الأسباب، فيخصه بالحب والرعايه والعناية، عندئذٍ
يشعر أخوته بالغيرة والجور والظلم. فمثلاً يفضل بعض الآباء الولد على البنت، أو
الصغير على الكبير، وكذلك المريض على الصحيح مما ينمي الغيرة بين الأخوه، ويفسد
العلاقة بينهما.
يؤثر
هذا الأسلوب على النمو المتكامل للطفل من النواحي التالية
* شعور الطفل بالظلم والقسوه.
* تكوين اتجاهات سلبيه نحو الوالدين.
* فقدان الثقة بالنفس.
* شعور الطفل بالحقد والغيره.
* كره بقية الأخوه والأخوات والحقد عليهم.
* تقمص الظلم والقسوه في السلوك مع الأشخاص الآخرين.
رابعاً. تحكم الآباء في مستقبل الأبناء
إن
المستقبل المهني الذي سوف يتخذه الابن مسألة يحددها تكوين الابن نفسه بما يتضمنه
هذا التكوين من قدرات واستعدادات وميول، ولا يمكن لهذا المستقبل أن يخضع لضغط
وتوجيه لا يتفق مع هذه المكونات، لأن ذلك يعني من ناحية أخرى زياده في احتمال فشل
الفرد في تحقيق مستقبل مهني ناجح.
إن
الأب الواعي المدرك لأصول الحياه هو الذي يعمل على توجيه ابنه إلى نوع التعليم
والمهنة التي تناسب ميله واهتمامه وتطلعاته. ولكن أن يخضع هذا التوجيه لرغبات الأب
نفسه أو الأم بغرض تحقيق آمال معينة فإننا بذلك نكون قد أنكرنا على الابن حقه في
الاستمتاع بنوع الحياه الذي يتفق وتكوينه الطبيعي.
أسباب
الطموح الزائد
* الحفاظ على مستوى الأسرة اللائق علمياً وعمليا. ً فيحاول الآباء
دفع أبنائهم إلى الجد والاجتهاد.
* هناك من الآباء من حرم من مواصله تعليمه في الكليات الجامعية.
وهم لذلك يحلمون باليوم الذي يكون لهم أبناء تعطى لهم فرصة لمواصلة التعليم
الجامعي. فهم بذلك يعبرون عن رغباتهم المكبوتة وأمانيهم غير المحققة، وبذلك هم
يسقطون طموحاتهم غير المحققه على أطفالهم.
النمط المثالي للتنشئة الاجتماعية للطفولة:
يتضمن
هذا النمط التوسط بين الشده واللين والتدليل والقسوة والمساواة والعدل. بشكل عام
فإن المقومات الأساسية للنمط المثالي للتنشئة الاجتماعية للطفولة هي:
* التوسط والاعتدال في معامله الطفل، وتحاشي التذبذب بين الشدة
واللين.
* معرفة قدرات الطفل الطبيعيه، وعدم تكليفه بما لا طاقة له به.
* وجود التفاهم بين الأب والأم على كيفيه تربية الطفل، وعدم
التشاجر أمامه، والإيمان بما يوجد لدى الأطفال من فروق فردية في النواحي الجسمية
والعقلية والنفسية والانفعالية.
ولجماعات
الرفاق أثر على عمليات التنشئة الاجتماعيه فهذه الجماعات تكمل وتغطي الثغرات التي
تتركها مؤسسات المجتمع المتعددة، فالفرد يسمع من أصدقائه عن بعض الأمور مالم يسمعه
من أسرته أو من المدرسه وقد تؤثر عليه بشكل كبير، ذلك يجب مساعدة أبنائنا في
اختيار جماعة الرفاق، ويتجلى هذا الأثر عندما نرى أن بعض الأبناء قد وقف من أسرته
متحدياً ومعارضاً في سبيل أحد رفاقه أو جماعة الرفاق.
وجماعة الرفاق لها دور ايجابي إذا ما تم اختيارها بشكل حسن ولكن قد يكون لها دور سلبي عند انضمام الطفل (المراهق) إلى جماعة رفاق التعرف إليهم بشكل جيد ودون التعرف على أهدافها فقد تسبب الإحباط والتدمير للطفل.
الخاتمة:
يبقى الطفل
دائما وفي كل حين ولحظة محتاجا إلى الأمان والحب كحاجته للأكل والشُّرب، هو في
حاجة أيضا إلى الثناء والمدح حتى يلمس أن أفعاله ليست دائماً خاطئة و يشعر
بأنه مرغوب فيه.
فالخوف من غضب الأب أو الأم أو
صياحهما في وجه الطفل ناهيك عن المعاملة القاسيه، كلها أمور تُولد لديه اضطراباً
نفسياً يشعر معه الطفل بأنه غير مؤهل للاعتماد على نفسه و التصرف بشكل سليم،
وقد يصاحب ذلك شعوره بالقلق وعدم الأمان، الشيء الذي قد ينتج عنه اضطراب
السلوك و ارتكاب أخطاءٍ قد تكون مُدمره .
.
هذا دون أن نغفل الدور الهام للأم في حماية
الطفل وتوفير الأمان له وتنشئته بطريقه سليمة، فمثلا عمل الأم أو انشغالها لا
ينبغي أن يكون مبررا لحرمان الطفل من حنان الأم، كما أن الأطفال يشعرون
بالأمان أكثر عندما يتوافق الأب والأم في أقوالهم وتوجيهاتهم.
بشكل أو بآخر،
التنشئة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ صغره، ليست سوى ضوابط داخلية عند
الإنسان، ضوابط ترشده و توجهه وتقيده وتذكره بضرورة الخضوع للمجتمع قيمه
وقوانينه وعاداته وأعرافه… فمن خلالها يتعلم الفرد ضوابط السلوك، و يتصرف بالطريقه
التي تضمن له تفاعلا إيجابيا مع الآخرين، ومنه فعملية الضبط الاجتماعي هي الأساس
الذي يضمن للفرد توافقه مع مجتمعه، وكذا وجوده وتكيّفه مع الغير.
التنشئة
الاجتماعية ليست إلا عمليه تطبيعٍ اجتماعي و ضبط اجتماعي وتكيف اجتماعي. إنها
بالتحديد ذلك الشيء الذي يُميِّز الإنسانَ عن الحيوانِ، ويجعله ناجحا أو فاشلا،
صالحا أو مجرما، أمينا أو خائنا… التنشئة الاجتماعية تُكْسِبُ الإنسانَ إنسانيتَهُ.
المصادر
(1) د.شحاته سليمان محمد , التنشئة الاجتماعيه للطفل ,كلية
التربيه للطفوله المبكرة , جامعة القاهرة,2018
(2) أمال صادق، فؤاد أبو حطب: علم النفس التربوى، الانجلو
المصرية، القاهرة، .306ص، 1990
(3) جمال مجدى حسنين: دراسات في التنمية االجتماعية، دار
المعارف الجامعية، الأسكندرية، 1985.
(4) جون كونجر وآخرون: سيكولوجية الطفولة والشخصية، ترجمة
احمد عبدالعزيز سالمة، جابر عبدالحميد، القاهرة، دار النهضة المصرية، 1981.
(5) حامد زهران: علم
نفس النمو، القاهرة، عالم الكتب، 1977.
(6) حامد عمار: التنشئة االجتماعية في قرية سلوان اسوان،
لويس كامل مليكه (محرر) في قراءات في علم النفس في الوطن العربي، الهيئة المصرية العامة
للكتاب، المجلد الرابع، 1985.
(7) خالد عبد الرازق:
النمو العقلى المعرفى، القاهرة، 1998 ،ص ص107 : 114 .
(8) زكريا الشربيني ويسري صادق: تنشئة الطفل وسبل الوالدين
في معاملته ومواجهة المشكلات القاهرة،
دار الفكر العربي، 1996.
تعليقات
إرسال تعليق