عقبات التفكير النقدى وكيف يمكن تجاوزها
المقدمة
يُمكن القول: إنَّ اتجاه الإنسان نحو العلم يَنطوي على قدرٍ كبير من التضحية؛ التضحيه بالراحة والهدوء والاستسلام للخيال السهل الطليق، كما ينطوي على عادات عقلية فيها قدرٌ كبير من الصرامة والقسوة على النفس. ولقد قال البعض: إنَّ العلم لم يبدأ إلا مع «الرياضة»، وأحسب أن هذه العبارة تغدو أبلغَ وأدقَّ في التعبير عن البداية الحقيقية للحلم لو فَهمنا لفظ «الرياضة» هذا، لا بمعنى أنه علم الأرقام والكم فحسب، بل أيضًا بالمعنى النفسي والأخلاقي؛ أي بمعنى رياضه «الروح أو النفس» على اتباع نهجٍ شاقٍّ من أجل فهم الظواهر بالعقل والمنطق الدقيق.
وبعبارة أخرى
فإنَّ العلم يظهر منذ اللحظه التي يُقرِّر فيها الإنسان أن يفهم العالم كما هو
موجود بالفعل، لا كما يتمنى أن يكون، ومثل هذا القرار ليس عقليًّا فحسب، بل هو
بالإضافة إلى ذلك — وربما «قبل» ذلك — قرار معنوي وأخلاقي، ولا بد للعقل البشري أن
يكون قد تجاوَز مرحلة الطفوله — التي نُصوِّر فيها كل شيء وفقًا لأمانينا — إلى مرحلة
النُّضج التي تُتيح لنا أن نعلو على الخلط بين الواقع والحلم أو الأمنية، وهذا
مُستوى لا يصل إليه الإنسان إلا في مرحلة متأخِّرة من تطوُّره.
أما قبل
هذه المرحلة فكان من الطبيعي أن يَستعيض الإنسان عن العلم بالحلم، دون أن يدري أنه
يحلم. وكان من الطبيعي أن تظلَّ البشرية كلها — طوال ألوف عديدة من السنين وفي
جميع أرجاء الأرض بلا استثناء — مبتعدةً عن رؤية الواقع وفهمه على ما هو عليه.
وخلال هذه الفترة «الحالمة» كان الأدب والفن هما المظهر الرئيسي لنشاط الإنسان
الرُّوحي. وفي الآداب والفنون يهتمُّ الإنسان بمشاعره الذاتيه أكثر مما يهتم
بالعالم المحيط به، وإذا اتجه إلى هذا العالم الخارجي فإنما يتَّجه إليه من خلال
أحاسيسه الخاصة وميوله الذاتيه، فلا يرى إلا مرآةً تَنعكِس عليها انفعالاته
وعواطفه.
بل إننا
نستطيع أن نقول إنَّ الفلسفة ذاتها — حين سارت في طريقها الخاص بوصفها نشاطًا
عقليًّا خالصًا عند اليونانيين — كانت تهتمُّ باتساق بنائها الداخلي، وبتماسُك
التركيب العقلي الذي يُكوِّنه الفيلسوف أكثر مما تهتمُّ بالعالم الواقعي، وهذه
سِمة يُمكن استنتاجها بوضوح مما عرضناه من قَبل عن الصفات المميزة للعلم النظري
(المختلط بالفلسفة) عند اليونانيين، وحين كانت الفلسفة تتحدَّث عن عالم الواقع
كانت في معظم الأحيان تَصفه بأنه خداع، بل تَعُد الحواس خَدَّاعة؛ لأنها تختصُّ
بإدراك عالم مادي من طبيعته ألا يكون موضوعًا لمعرفة صحيحة.
عقبات التفكير النقدى:
هناك من يحاول إقناعنا بعمل أو فكرة ما أو
شراء أو ترك منتج معين أو القراءة لكاتب ما أو الإطلاع على كتب معينة , بالتالي
يتعامل الكثير منا بعدم الإهتمام و إهمالها أو رفضها بعد استيعابها , لكن البعض
يفكرون فيها ثم يتساءلون ” هل يجب علي فعل هذا؟ ” أو ” لماذا أتوقف عن فعل هذا
الأمر ” . أذن عندما نسأل أنفسنا هذه الأسئلة فنحن بحاجه إلى السبب لما يمكن أن
نفعله . بالتالي فأن تعلم مهاره التفكير الناقد تجعلك أكثر إدراكاً لما تتخذه من
قرارات تواجهك في حياتك اليومية.
بالتالي تجعل الفرد لديه القدرة على الانتقاء والدمج والتكامل و يجعله قادراً على التفكير بطريقة سليمة و القدرة على اتخاذ القرارات و يستطيع الفرد من خلاله اكتساب معلومات جديدة والتي تؤدي إلى فهم هذه المعلومات , والقدرة على التكييف بدرجة أكبر مقارنه بالأفراد الذين يفتقدون هذه المهارة فيصبح الفرد يفكر تفكيراً تحليليا و استدلاليا و منطقيا
لكن هناك معوقات لتفكير الناقد قد تختلف من شخص إلى آخر ويمكن لنا تخطيها بمجرد التعرف عليها:
* النظر إلى كل شيء من محور الذات و استحقار آراء الآخرين ويمكن تسميه هذا بالتفكير الأناني و عادة يصعب على الفرد اكتشاف هذه الخصلة , ودائما تفكير هذا الشخص يتفق مع مصلحته , ويكون هذا الطرف مقتنعاً بوجهة نظره إلى حد اليقين ومن الصعب أن يتزحزح أي طرف عن وجهة نظره لأنها تمثل إحدى سمات ذاته فيشعر أن تنازله عن رأيه هو تنازل عن كيانه ح ووجوده , بالتالي يجب على الفرد احترام حقوق الآخرين ومن ضمنها حق التفكير والنقد و إبداء الرأي.
فيعتقد بعض الناس أن المقصود من النقد عبارات سلبيه وهذا مفهوم خاطئ فالتفكير الناقد هو النظر إلى الجوانب الإيجابية والسلبية , والنقد في اللغة العربية يعني إظهارالجودة والعيب في الشيء , فالنقد وسيلة لأثارة العقل وتحريك الأفكار عبر مواجهتها بالأسئلة وهذا مايجعل النقد إيجابي.
* ضعف إستراتيجيات التفكير الناقد فكثير من الناس لايعرف الخطوات التي يطور بها التفكير الناقد لديه ولا يعرف أن هناك إستراتيجيات تدرس لتنميه وتطوير هذه المهارة , وهناك العديد من الإستراتيجيات التي تنمي التفكير الناقد على سبيل المثال : إستراتيجية الكلمات المترابطه و إستراتيجية تقويم صحة المعلومات وغيرها من الإستراتيجيات التي تنمي مهاره التفكير الناقد لدى الأشخاص.
* التعصب ايضاً من معوقات التفكير الناقد حيث يدفع المفكر إلى رد الأفكار بسبب عدم موافقتها لرأيه أو احتقار صاحب هذه الفكره , لذا يجب على الفرد عدم التعصب و احترام رأي الآخرين.
* المقاومة الداخلية بحيث يخفي الشخص احاسيسه أو يكون لدية
حساسية داخلية للتفكير الناقد اتجاه موضوع أو حديث شخص يحترمه ويخشى نقده.
* من معايير التفكير الناقد الدقة والصحه بالتالي يصبح عدم التركيز
والانتباه أحد معوقات التفكير الناقد , فيجب على المفكر الناقد الدقة والتركيز
ليحكم على المواضيع بشكل صحيح.
* والجهل بالموضوع تعتبر من معوقات التفكير الناقد فيصبح
الفرد بحاجه إلى معلومات بشكل أكثر.
* الخضوع لرأي الكبار والخبراء في غير تخصصهم.
لذا يجب على المفكر الناقد النظر إلى الأمور من كل الجوانب للوصول للرأي الصحيح
الخاتمة
المصادر
(1) أ.د محمد عثمان الخشت, 2018,التفكير النقدى أسسه
وتنمية مهاراته, جامعة القاهرة
(2)
إسماعيل عبد
العزيز. ( 2013 ). المنطق التطبيقي، المنطق للاستعمال. منشورات مركز جامعة القاهرة
للتعليم المفتوح.
(3) آلك فشر. ( 2009 ). التفكير النقدي، ترجمة ياسر العيتي، الرياض: دار السيد للنشر.
(4) سهام النويهي. ( 2015 ) . التفكير النقدي
القاهرة: دار الثقافة الجديدة.
(5) عادل مصطفي. ( 2007 ) "المغالطات المنطقية. القاهرة: المجلس الأعلى
للثقافة.
(6) عصام زكريا جميل. ( 2017 ). المنطق التطبيقي. جامعة القاهرة: منشورات كلية الآداب.
(7) عمرو صالح يس ( 2015 ). "التفكير النقدي مدخل في طبيعة المحاجة وأنواعها.
بيروت: الشبكة العربية للأبحاث والنشر.
(8) محمد مهران رشوان :"المدخل إلي المنطق الصوري
(9) نيل براون وستيورات م.كيلي( 2009 ). " التفكير النقدي. ترجمة وتحرير،
نجيب الحصادي ومحمد احمد السيد. القاهرة: دار الثقافة للنصر والتوزيع.
تعليقات
إرسال تعليق