القائمة الرئيسية

الصفحات

ملامح التربية فى العصور الحديثة وأهم نظرياتها

 ملامح التربية فى العصور الحديثة وأهم نظرياتها

ملامح التربية فى العصور الحديثة وأهم نظرياتها



 ملامح التربية فى العصور الحديثة وأهم نظرياتها:

تميزت التربية في هذه المرحلة باستقرار النظريات التربوية على أفكار واضحة تجمع بين الفلسفة و البيداغوجيا وذلك للجهود الجبارة التي بذلها الفلاسفة والمفكرون في القرنين السابع عشر والثامن عشر،فشكلت في القرن التاسع عشر النزعة العلمية كامتداد للحركة الواقعية و النزعة النفسية كامتداد للحركة الطبيعية،كما تشكلت في القرن العشرين النظريات التربوية الحديثة وعلى رأسها النظريات البرجماتية التي نقلت الريادة التربوية من أوربا إلى أمريكا، وهي النظرية التي يمكن اعتبارها التتويج النهائي في القرن العشرين لكل الجهود التي سبقتها على طريق إعطاء معنى أوضح لسيطرة الفلسفة المادية في تفسير حياة الإنسان ، و هيمنة المنهج العلمي، ليس فقط على العلوم ذات الصلة الإنسانية التي ظلت لوقت طويل بعيدة عن هذا المنهج، وسنتناول تطور التربية في هذا العصر على النحو التالي:


موضوعات ذات الصلة


أهم النظريات التربوية

ـ النزعة النفسية في التربية :

 لقد كان لأفكار (كانت kant) الأثر الأكبر في ظهور هذه الحركة، التي تعتبر امتدادا للمذهب الطبيعي الذي نادى به روسو ، و رغم التشابه الكبير بين الحركتين في المبادئ و الخصائص، فان الحركة النفسية اختلفت عن المذهب الطبيعي خاصة في بعض الأفكار التي نادى بها روسو في كتابه اميل . من ذلك تأكيدها على أهمية الكتاب إلى جانب الخبرة التجربة، وعلى أهمية بذل الجهد إلى جانب الميل و الاهتمام، وعلى الوسائل الايجابية من أجل تحقيق الأهداف التربوية، ومن أفكارها المحورية في مجال التربية و التعليم ،

إيمان أنصارها بأن التربية ليست عملية اصطناعية يتكلف فيها الفرد بأداء سلوك يرغب فيه الكبار، وإنما هي عملية نمو طبيعية، تنبع من داخل الفرد هدفها إظهار الاستعدادات و القدرات الكامنة فيه، وهنا تتفق هذه الحركة مع أفكار روسو مع التأكيد على استعمال الوسائل الايجابية عوض الاكتفاء بالتربية السلبية كما ألح على ذلك روسو ومن أبرز أنصار هذه النزعة نجد بستالوزي و هربارت و فروبل الذين سنتناول أفكارهم في المطلب المخصص لأعلام التربية.

ـ النزعة العلمية في التربية : 

لقد وجدت هذه النزعة في أفكار روسو سندا قويا، وذلك لما احتوته من توجه علمي في دراسة شخصية الطفل، و تأكيده على أهمية دراسة الطبية المادية و الإنسانية وعلى استعمال الملاحظة المباشرة لظواهر الطبيعية في عملية إكساب الخبرة للأطفال . كما تأثرت هذه النزعة بنظرية التطور العضوي أو البيولوجي التي كان من بين المنادين بها الفيلسوف الألماني هيجل  ، الذي فسر الإنسان و الكون على أنهما مظهران للتطور العضوي، و بلغت هذه النظرية قمتها عند تشارلز داروين  في كتابه أصل الأنواع الذي نشر سنة 1859، عندما عبر عن التطور بمبدئه القائل بالانتقاء الطبيعي كما تأثرت هذه النزعة بالحركة النفسية السالفة الذكر ومن أهم مميزات هذه الحركة نجد, إيمانها بأهمية العلوم الحديثة في تحقيق سعادة الفرد، و دعوتها إلى مكانة أكبر للعلوم الطبيعية و البيولوجية في المناهج التعليمية لمختلف المستويات ، وتأكيدها على المنهج التجريبي و الملاحظة العلمية و الطريقة الاستقرائية و الاستفادة من كل ذلك في عملية التدريس كما ركزت على محتوى المادة الدراسية و أعطته الأولوية على الجانب الشكلي و طرق التدريس . ومن أهم أبرز أنصار هذه الحركة نجد جورج كومب  و ماثيو أرنولد.

ـ النزعة الاجتماعية في التربية : 

كما أثر روسو في الحركتين النفسية والعلمية كان تأثيره واضحا كذلك على الحركة الاجتماعية في التربية وذلك لما تضمنه كتابه إميل من أبعاد تربوية و اجتماعية بحيث دعا لأن تكون التربية عاملا رئيسيا في تخريج أفراد كرماء و متعاطفين مع بني وطنهم و جنسهم تحقيقا للرفاهية التي ينشدها الإنسان كما تأثرت هذه الحركة بالنزعتين النفسية و العلمية السالفتين الذكر، بحيث أكدت على الجانب النفسي والعلمي، إلا أن تأكيدها على الجانب الاجتماعي هو السمة الأبرز في أفكار روادها و مما يدل على اهتمامها بالجانب الاجتماعي في المجال التعليمي هو اهتمامها الكبير بالعلوم الاجتماعية و ربطها لأهمية العلوم الطبيعية بالخدمة و الرفاهية التي تحققها للمجتمع .و قد اعتبرت التربية عملية نمو الفرد و المجتمع في نفس الوقت ، وهي تهدف إلى تهذيب الأخلاق و تشكيل شخصية الأفراد حسب القيم السائدة في المجتمع .وفي المنهج الدراسي تعلي من شأن العلوم الاجتماعية كالتاريخ و الجغرافيا و التربية الوطنية و علم الاجتماع و علم الاقتصاد، و كل المواد ذات الصلة بتاريخ المجتمع و حضارته و تراثه. وفيما يخص طرق التدريس فقد رأوا بضرورة تعويد التلاميذ على النشاط الجماعي و استخدام الطرق الجماعية من أجل تنمية الروح الاجتماعية و هذا دون إهمال للفروق الفردية، و بهذه تصبح للمعارف المتحصل عليها وظيفة اجتماعية و قيمة نفعية وكان من نتائج ظهور هذه الحركة حل مشكلة التوفيق بين مصالح الفرد و الجماعة، وإعادة الاعتبار للدور الاجتماعي للتربية،

النظرية البرجماتية في التربية : 

تشكل النظرية البرجماتية مرحلة متقدمة في تطور الفكر التربوي في المجتمعات الغربية، إذ وجدت في أفكار اليونان و بصفة خاصة هيرقليطس صاحب فكرة لا وجود لقيم ثابتة و كل شيء في تغير مستمر و السفسطائيين و قاعدتهم الشهيرة الإنسان مقياس الأشياء جميعها، منطلقا فلسفيا لمبادئها و ممارستها، كما أنها ذهبت بالمفهوم المادي النفعي للإنسان و محيطه إلى أبعد الحدود متأثرة في ذلك تأثرا واضحا بالمذهب الطبيعي.


موضوعات ذات الصلة

لقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية، متأثرة كل التأثر بما يحدث في الجهة الأخرى من المحيط، و لكن بحكم كونها مجتمعا جديدا فان تهيؤها كان أكبر لتبني أفكارا أكثر تحررية، ولا عجب حينئذ أن يكون رواد هذه النظرية في العصر الحديث جلبهم من أمريكا خاصة جون ديوي ووليام جيمس و تشارلز بير.


هل اعجبك الموضوع :
author-img
عروض تسويقية خدمات وعروض السعودية اول باول خدمات وخبرات هندسية وكل مايخص التعليم الهندسى واستشارات هندسيه

تعليقات